موضوع: المتنبي شاعر زمانه الخميس أغسطس 28, 2008 6:18 am
حينما يكثر الحساد لا يملك الشاعر إلا أن يجمع حبال خياله ويسرج صهوة عاطفته ويطلق عنان لسانه ليرد على الوشاة بكل ما أوتي من فنون البديع والتراكيب الجميلة، فهذه القصيدة الملحمة التي تجمع بين أبياتها كل أغراض الشعر من شوق وفخر وهجاء وحكمة فهي قصيدة تختصر فيها القصائد وتنحني أمام معانيها أجمل الأبيات، وهي مسرحية لأنها قيلت أمام الملأ في حضرة سيف الدولة الحمداني أمير حلب، وكانت معظم أبياتها ارتجالاً رداً على الوشاة وما أكثرهم، ولولا صدق عاطفة المتنبي لما كانت القصيدة بهذه الانسيابية في المشاعر والقوة في التعابير المركبة التي تجمع بين عدة أغراض في تركيب واحد، ولولا الفلسفة العميقة التي تحتويها لما كان لها صدى واسعاً حتى بعد موت المتنبي الذي كان صرخة قوية في الشعر العربي، ولعله الأكثر شعبية بين شعراء العرب فكان له أنصار ومعارضون. وشاعر القصيدة هو أبو الطيب المتنبي أحمد بن الحسين المولود عام 915م ولد في الكوفة، وهو عربي الوجه واليد واللسان. اتصل بسيف الدولة الحمداني أمير حلب ولزمه تسع سنوات وكانت أغنى حقبة في حياة المتنبي. قتل عام 965 وهو في طريقه إلى بغداد. والقصيدة من البحر البسيط.